الصِّدِّيقُ أبوبكر رضى الله عنه وأرضاه
كتبت عائشة مكي
ماذا تعرف عن سيدنا أبو بكر الصديق
إسمه:
هو عبد الله بن أبى قحافة بن عثمان بن عامر بن كعب التيمى القرشى أحد العشرة المبشرين بالجنة
أول الخلفاء الراشدين ، أكثر صحابة رسول الله قرباً منه .
ألقابه
لُقب بأبو بكر رضى الله عنه بـ
1_ الصِّدِّيقُ : لقَّبه به النبى صلى الله عليه وسلم ، حينما صعد النبى جبل أُحُد ومعه أبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ، فرجف بهم الجبل فقال النبى : اثبت أُحُد ، فإنما عليك نبى وصديق وشهيدان .
2_ العتيق : بشره به النبى فقال له : أنت عتيق الله من النار ، وقالت السيدة عائشة : دخل أبو بكر الصديق على رسول الله ، فقال له : أبشر ، فأنت عتيق الله من النار .
3_ الصاحب : جاء ذكره بالقرآن الكريم فى قوله تعالى : ” إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ” .
4_ الأتقى : قال تعالى :” وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى “
5_ كما لُقب أبو بكر بالأواه ، وهو يدل على الخشية والوجل من الله تعالى .
كان رضى % الخمر؟ قال : أصون عرضى واحفظ مروءتى فإن من شرب الخمر كان وضيعا فى عرضه ومروءته .
مشواره مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
شهد سيدنا أبو بكر جميع المشاهد مع رسول الله وتبرع بكل ماله لتجهيز جيش العسرة ، حيث جمع ما فى بيته من مال وطعام وغير ذلك ثم وضعه بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم ، فقال له النبى ما أبقيت لأهلك ؟
قال : أبقيت لهم الله ورسوله .
ولم يسجد أبوبكر لصنم وروى أن أبا قحافة أخذ ولده إلى بيت الأصنام فى الكعبة
فوقف وقال : يا بنى هذه ألهتك فاسجد لها ، ثم انصرف تاركاً ولده أمام هذه الأصنام ، فتوجه أبوبكر إلى صنم منها ، ثم قال له : إنى جائع فأطعمنى ، فلم يرد الصنم ، فقال له : إني عارٍ فاكسنى ، فلم يجبه الصنم فأخذ أبوبكر حجراً ثم رمى به هذا الصنم فسقط وتكسر ، وعاد أبوبكر إلى بيته وقد علم أن هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر .
كان الصّديق رضى الله عنه تاجراً معروفاً فى قريش ، ذا علمٍ وعقل ، مرشداً لقومه ، محبوباً بينهم ، وكان رضى الله عنه صديق رسول الله فى طفولته وشبابه قبل الإسلام ، وبقى على ذلك بعده ، وعندما نزل الوحى على رسَل الله كان الصديق أوّل من علم بذلك ، فقد أخبره عليه الصلاة والسلام عن الوحي والإيمان بالله وتوحيده ، فما كان منه رضى الله عنه إلا أن قال : صدقت ، فما شهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم كذباً منذ طفولته ، فأسلم رضى الله عنه خاضعاً مستسلماً لله تعالى ، وكان أوّل من أسلم من الرجال رضى الله عنه .
سبب تقدمة للإمامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُقدّم الصديق إماماً للصلاة دون غيره من الصحابة ، وذلك لفضله و مكانته فى الدعوة
وفى يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى السنة الحادية عشرة للهجرة اجتمع الصحابة رضوان الله عليهم على أحقّية خلافة الصديق رضى الله عنه ، فكان أوّل الخلفاء الراشدين ، وسمّى خليفة رسول الله
مدة خلافته
وقد كانت مدة خلافته سنتين وثلاث شهور ، وهى مدةٌ قصيرةٌ ، لكنّها كانت فترة مهمة وعظيمة للدعوة ونشرها .
كان لأبى بكر رضى الله عنه بصمةً كبيرة فى الدفاع عن الدعوة الإسلامية ، فقد أرسل القادة وأوصاهم بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبر عمرو بن العاص أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور فى أمر الحرب ، فعليك بذلك ، وسُطّرت فتوحاته وحروبه فى التاريخ منها :
إرسال جيش أسامة بن زيد رضى الله عنه الذى تم تجهيزه قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وانطلق بأمره رضى الله عنه ، رغم حروب الردّة التى قد ابتدأت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وارتداد بعض الناس عن الإسلام ، فقد ارتدّ فى تلك الفترة عدد كبير من الناس ، فكان لا بد من تأمين الدعوة والدفاع عنها وردّ من تصدّوا لها وهاجموها ، فجهّز رضى الله عنه الصحابة لردع الردّة ، وقاتل من أَبى أن يعود للإسلام .
وكان ذلك بمعركة اليمامة ، والتى حدثت نتيجة حروب الردة ، وانتصر فيها المسلمون ، وقُتل فيها مسيلمة الكذاب ، وتاب كثيرٌ ممن ارتدّوا ، واستشهد عددٌ كبيرٌ من الصحابة حفظة القرآن الكريم ، مما أدى الى تفكيره رضى الله عنه بجمع القرآن الكريم ، فأمر رضى الله عنه زيد بن ثابت بجمع القرآن الكريم من ما كُتب وما حُفظ ، وكان هذا أوّل جمع للقرآن الكريم .
كما كانت هناك الكثير من المعارك مثل معركة أجنادين ، ومعركة مرج الصُّفّر ، ومعركة اليرموك ، فهى من أشهر المعارك فى عهده رضى الله عنه ، ورغم شدتها ، إلا أن المسلمين انتصروا فيها انتصاراً عظيماً .
كما فُتح فى عهده الحيرة وبعض مدن العراق وبعض مدن الشام .
وفاته :
توفى سيدنا أبوبكر متأثّراً بمرضه بعدما اغتسل فى ليلة شديدة البرد ، فأصيب على إثرها بالحمّى ، ولم يستطع أن يخرج للصلاة خمسة عشر يوماً ، وقد أوصى عمر بن الخطاب رضى الله عنه بإمامة الناس لصلاة الجماعة نيابةً عنه ، إلى أن توفى فى ليلة الثلاثاء الثانى والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة للهجرة ، وكان عمره ثلاثاً وستين عاماً ، كما كان عمر الرسول عليه الصلاة والسلام حين توفّى ، وقد أوصى رضى الله عنه زوجته أسماء وابنه عبد الرحمن رضى الله عنهم بغسله ، وصلّى عليه صلاة الجنازة عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، وحُمل رضى الله عنه على الخشبة التى حُمل عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأوصى عائشة رضى الله عنها أن يُدفن بجانب قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، فنفّذت ابنته أم المؤمنين وزوجة النبى وصيّته ، ودُفن بجانب صاحبه عليه الصلاة و السلام .
تألّم الصحابة رضوان الله عليهم وضجّت المدينة بالحزن الشديد على وفاته رضى الله عنه ، واهتزّت مكة المكرمة بهذا الخبر الأليم .
رحم الله سيدنا أبوبكر الصديق وألحقنا به في الفردوس الأعلى من الجنة آمين.