روعة النهوض تمحي بشاعة التعثر بقلم مروة ماهر
إن الحياة ليست علي وتيرة واحدة بل لها مؤشر يتحرك لأعلي ولأسفل طيلة الوقت ولا يقف لذا علينا معرفة كيف نجعله في صالحنا في كل الحالات في فترات النشاط وفي اوقات الكسل وفي القوة وفي الضعف وفي المحنة وفي المنحة وهكذا .
فمن خلال تعثرك في رحلة الحياة في اوقات ما ستعرف أن التعثر هنا شيء كان ضروري لك لتتوقف قليلا وتتسائل مع نفسك لماذا حدث لي هذا التعثر؟ وهل كنت أنا المخطيء أم ان ذلك شيء مقدر كان لازم الحدوث بدون تدخل مني ؟ والعديد من الأسئلة التي لابد هنا من محاولة إيجاد إيجابات لها بدلا من مجرد التساؤل لذلك التعثر هنا يجعلك تفكر وتقوم بإعمال عقلك لتنهض من جديد ولكن ليس اي نهوض ولكن نهوض بناء علي دراسة لكل جوانب الموقف وبحث الأسباب ووضع الحلول بدلا من البكاء علي اللبن المسكوب الذي لا طائل من ورائه سوي الحزن والإحباط والفشل لا قدر الله
لذلك عندما تفعل ذلك وتنتبه تبدأ من جديد شعلة الحماس توقد محركك وتجعلك افضل مما سبق وتجعلك تردد دوما جملة رائعة لها صدي علي النفس جميل جدا وهي :- (لولا عثراتي ما كانت إنجازاتي ونجاحاتي)
وكذلك جملة أروع وهي:-(تولد المنحة من رحم المحنة)
فلو نظرنا للطفل الصغير في مرحلة تعلم المشي لأول مرة في حياته نجده يقع ويقف ثم يسقط ويقوم مرة اخري وهكذا مرة تلو الأخري حتي يتعلم ان ينتبه لخطواته وأن يستند علي كل شيء أمامه ليدعمه ويساعده حتي يستطيع الوقوف وكثير منا شاهد هذه اللحظات مع اولاده او اي اطفال في محيطه وشاهد مدي فرحة الطفل واحساسه بالأنتصار والقوة عندما يقف في النهاية بمفرده مزهوا بنفسه سعيده بإنجازه الذي حققه وسعيد بتحفيز الآخرين له .
لذلك نصيحتي هنا أن نتذكر دوما ونضع في مخيلتنا
(رووووعة النهوض بعد بشاعة التعثر) ونتخيل جمال التقدم الذي سنحرزه ولا نقف أبدا عند لحظات التعثر ونعلم انها ستمر ولن تقف الحياة لمجرد أي تعثر بل اعتبر تعثرك هذا هو سبب قوتك المستقبلية وكذلك هو ما جعلك تثق بنفسك اكثر وتنتبه للقادم وتطور نفسك ومهاراتك وتدعم ثقتك بنفسك حتي تستطيع ان تحظي بما يسمي (المناعة الذاتية )وانك لم تعد تخشي أي فترات تعثر وان كل ما يحدث هو خير لك ولا تدري لعل الخير يكمن فيما كنت تعتقده شر فما ارحم الله بعباده عندما يسقط شخص اثناء سيره ليتعطل لحظات فارقة تنقذه من وفاة كانت ستتحقق لو لم يتعثر ويتأخر عن سيره هذه اللحظات .
فهيا افرحوا بكل شيء حدث لكم وتخيلوا روعة النهوض واحساسكم بأنكم اقوياء استطعتم الصمود والتغلب علي أي معوقات او تعثر خلال رحلة حياتكم واستمتعوا بكل شيء وتذكروا دوما هذه النصيحة (استمتع بالرحلة لا الوجهة)اي عندما تكون ذاهب لمكان سيحدث لك فيه شيء يسعدك لا تنتظر الي ان تصل حتي تحظي بالسعادة بل استغل كل لحظة خلال الرحلة واسعد نفسك قدر الإمكان فكل هذه اللحظات محسوبة من عمرك لا تجعلها تمر دون إسعاد نفسك وروحك والآخرين من حولك وبث روح الإيجابية والتفاؤل والتحفيز .