كورونا واخواتها – بقلم معالى المستشار الدكتور احمد ابوعليو
كورونا واخواتها
كورونا هذا الفيروس الشرس الذى هاجم البشرية جمعاء، ووضعها فى موقف الدفاع عن النفس بل الدفاع عن الحياة والنهضة والنماء والتقدم.
تجمع حوله مجموعة من الفيروسات المنافقة والانتهازية التى كانت مختفية فى ظل منعة الدول وقوتها، ولكنها بدأت تأخذ مكانها فى ظل هذا الفيروس.
وهكذا سلوك الانتهازيين والمنافقين دائماً، فهم فى موقف المتحين والمتربص حتى إذا ما وجد الفرصة انقض على فريسته، وهؤلاء هم أخوات كورونا فى الشر.
من هذه الفيروسات فيروس الجشع، وهو جشع بعض التجار الذين يتاجرون بقوت الشعب، والذين بدأوا فى رفع أسعار السلع بطريقة مبالغ فيها ودون مبرر، مستغلين شراهة بعض المواطنين فى شراء السلع فى ظل خوف مبالغ فيه.
وعلاجه هو التعامل بكل شدة وحسم مع هؤلاء التجار الجشعين حتى يمكن تأمين سلامة وصول السلع إلى المواطنين بأسعار منا سبة.
وهناك أيضاً فيروس اللامبالاة من بعض المواطنين ظناً منهم أن الأمر لا يعنيهم ولا يصيبهم.
وهذا الفيروس يمكن علاجه بالتوعية المستمرة فى وسائل الإعلام لأن الجميع في مركب واحد.
وهناك أيضاً فيروس عدم الصبر على الإجراءات التى تتخذها الدولة.
وعلاجه الصبر الذي سوف يعقبه الفرج بإذن الله ويرفع الله الغُمة عن الأمة.
وهناك أيضاً فيروس الشائعات .
وعلاج هذا الأمر يمكن بعرض الحقائق والمعلومات الصحيحة فى وسائل الإعلام بكل شفافية.
وإذا كان هناك كثير من الفيروسات الانتهازية والمنافقة التى أصبحت تلازم فيروس كورونا، إلا أن أخطرها جميعاً هو فيروس تباطؤ عجلة الإنتاج.
وعلاجه ضمان دوران عجلة الإنتاج ومتابعة حركة السلع فى الأسواق والتأكد من وصولها الى مستحقيها.
وهناك فيروس آخر ربما استجد علي الحياة المصرية وهو حب الظهور في الازمات لا للمساعدة في حل الازمة ولكن لمجرد الظهور والتصوير ورفع الصور علي وسائل التواصل الاجتماعي
و للأسف اصبحنا مدمني تصوير ولا يهم هؤلاء الحالة التي نتصور معها ففي البلاء نتصور وفي الابتلاء نتصور وفي توزيع الصدقات نتصور وفي رفع المعاناة عن المحتاجين نتصور وربما نتصور ولا نتصور اننا نذل من نتصور معه لكن لأجل حاجته يتصور ……
وكأننا اصبحنا نتصنع المعروف ولا نصنعه….ونسينا ان صنائع المعروف وليس تصنعه يقي مصارع السوء …..
وربما الايجابية الوحيدة في اخوات كورونا انه منذ ظهورها كأخت كبري لفيروسات فتاكه وانشغال العالم بها اختفي فيروس الارهاب الغاشم من العالم والحمد لله او ربما تحور وتخفي داخل فيروس الشائعات.
واخيرا
فإننا لا يمكن أن ننتصر فى معركة كورونا بمواجهة كورونا بمفردها، ولكن لا بد من مواجهتها وأخواتها وإشهار السهام فى مواجهة كل هذه الفيروسات، فهى معركة شرسة وشاملة ولكل معركة أهدافها وخططها ورجالها.
حفظ الله مصر من كورونا واخواتها …
وحفظ الله كل البلدان العربية وكل دول العالم من هذه الفيروسات…
واخيرا اسمحوا لنا ان نقول جميعا
لك يا مصر السلام وسلاماً يا بلادى……
إن رمى الدهر سهاماً أتقيها بفؤادى…..
حفظ الله مصر وبارك شعبها ….