مقالات

دروس لشباب المستقبل بارليف الذي قهرناه . بقلم د. احمد ابوعليو

دروس لشباب المستقبل
بارليف الذي قهرناه
يوم 10 رمضان 1393 هجرية، أعلن السادات بطل الحرب والسلام عن بدء حرب الكرامة علي اسرائيل في تمام الساعة الثانية من ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 ميلادية. في هذا اليوم هاجمت القوات المسلحة المصرية تحصينات اسرائيل بطول قناة السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء، ونجحت في اختراق خط بارليف خلال 6 ساعات فقط من بداية المعركة وحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
وكانت إسرائيل قد أنفقت ملايين الدولارات لإنشاء سلسلة من الحصون والطرق والمنشآت الخلفية اطلقت عليها اسم خط بارليف، وامتدت هذه الدفاعات أكثر من 160 كم علي طول الشاطئ الشرقي لقناة السويس من بور فؤاد شمالا الي رأس مسلة علي خليج السوس وبعمق 35 كم شرقا، وغطت هذه الدفاعات مسطحا قدره حوالي 5 آلاف كم واحتوت علي نظام من الملاجئ المحصنة والموانع القوية وحقول الألغام المضادة للأفراد والدبابات وتكونت المنطقة الحصينة من عدة خطوط مزودة بمناطق ادارية وتجمعات قوات مدرعة ومواقع مدفعية وصواريخ هوك مضادة للطائرات وخطوط أنابيب مياه وشبكة طرق طولها 750 كم وتمركزت مناطق تجمع المدرعات علي مسافات من 5 الي 30 كم شرق القناة كما جهزت اسرائيل 240 موقعا للمدفعية بعيدة ومتوسطة المدي وطبقا لما قاله موشيه ديان كانت القناة في حد ذاتها واحدة من أحسن الخنادق المعتادة للدبابات المنافسة وفوق الجوانب المقواة للقناة، وكان ارتفاع هذا الساتر الترابي يتراوح بين 10م، 25 مترا واستخدم كوسيلة لإخفاء التحركات الاسرائيلية وصمم لمنع العبور بالمركبات البرمائية بفضل ميله الحاد.
لم تمنع هذه التحصينات الرهيبة التي أقامتها إسرائيل جنودنا من عبور قناة السويس في الوقت الذي كان فيه سلاح المهندسين المصري يفتح ثغرات في الساتر الترابي باستخدام خراطيم مياه شديدة الدفع. وفي اسرائيل دوت صافرات الانذار في الساعة الثانية لتعلن حالة الطوارئ واستأنف الراديو الإسرائيلي الإرسال، رغم عيد الغفران الذي كانت تحتفل به اسرائيل في هذا اليوم، وبدأت عملية تعبئة قوات الاحتياط لدفعها للجبهة. وانجزت القوات المصرية في صباح يوم الأحد 7 اكتوبر الموافق 11 رمضان عبورها لقناة السويس وانتهت أسطورة خط بارليف الدفاعي بخراطيم المياه.
لقد دفعنا ثمنا غاليا للحفاظ علي تراب الوطن وتحريره من عدو ظاهر سالت دماء أبناؤنا علي رمال سيناء الحبيبة عندما قرروا تحريرها من العدو الاسرائيلي .
وإننا اليوم نواجه حربا مع عدو متخف جبان هو الإرهاب، وما زال أبناؤنا يواجهونه بصدورهم بكل إصرار حتي لا يكون علي أرض سيناء إرهابي أو خائن أو جبان أو عميل.
فسيناء للمصريين فكما رووها بدمائهم حتي تم تحريرها، فإنهم سيحافظون عليها للأجيال القادمة، ويزرعونها بالمشروعات والبشر مهما كلفهم من تضحيات.
وسيحتفلون كل عام بالأعياد الوطنية التي تكشف المزيد عن شجاعة وبسالة ووطنية وإخلاص الجندي المصري.
وكما قهرنا العدو الإسرائيلي وحررنا الأرض، سوف نقهر الإرهاب ونخلص البشرية من شروره.
والله الموفق والمستعان…..
وتحيا مصر …..تحيا مصر ……تحيا مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى