اقتصاد

تعرف على تفاصيل مشروع حسن الداودي

 

كتبت/ولاء مصطفى

يقود الفلسطيني حسن الداودي مشروعه الخاص بالترجمة عن بعد لـ200 لغة متنوعة، من خلال مكتبه الصغير داخل منزله، في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، طموحه العالي الذي كسر عقدة البطالة، أوصله إلى أن يُدير مشروعه الذي يعمل من خلاله 500 مترجم من دول مختلفة، من داخل غزة المحاصرة.

بعد جولة واسعة من المشاريع التي أدارها لصالح شركات عالمية، عمل العشريني على الاستقلال بذاته وإنشاء موقعه الخاص، على “Web” بعنوان “Bestrans”، اختصارًا للترجمة الدقيقة التي يقدمها الموقع لزبائنه حول العالم، وعبر منظومة متكاملة يُديرها الفلسطيني الذي ما زال يدرس تخصص الهندسة بجامعة فلسطين بغزة.

ويوضح الداودي لـ”العربي الجديد”، أن الفكرة بدأت قبل عامين، عند تصفحه لأحد مواقع العمل الحر الموثوقة على الإنترنت، وقتها سارع للتسجيل بالموقع وتقديم خدماته في الموقع على أنه يُتقن اللغة الإنجليزية ويجيد الترجمة من اللغة العربية للإنجليزية والعكس. ويتابع “أنه منذ لحظة تسجيله بالموقع، تقدم للعديد من مشاريع الترجمة التي تُطرح عبره، لكن من دون فائدة، حتى حصل على أول مشروع بعد 4 أشهر، لترجمة صفحة واحدة مقابل 5 دولارات، وكانت بمثابة المحطة الفعلية للحصول على مشاريع أخرى على الموقع”.

الحصول على مشروع لصالح شركة هندية لترجمة مجلدات، كانت نقطة الانطلاق بالنسبة للشاب الفلسطيني، إذ بموجب ذلك العمل عيّنته الشركة مديرًا لمشروعها، وحصل على عقد للعمل معها لمدة عام، أنجز خلالها نحو 50 مشروعًا لـعدة لغات متنوعة، عبر المترجمين العاملين معه من دول العالم.

ويضيف الداودي أنه بدأ بعدها بالحصول على مشاريع عمل من شركة أميركية وأخرى كولومبية، ساعدته لكسب المزيد من الخبرة في ذلك المجال، وعمل موقعه الخاص للترجمة، وتكوين فريق كامل من المترجمين من دول العالم المختلفة، وصل عددهم إلى 500 مترجم يعملون معه على الموقع.

ويعتمد موقع “Best Translation” في آلية عمله على الدخول إليه وتعبئة البيانات والمعلومات التي يطلبها الزبون من أي دولة كانت، من ضمنها الملف المراد ترجمته مع تحديد اللغات، يقوم بدوره صاحب الموقع بالاطلاع على الطلب والرد عليه بالمدة الزمنية والسعر الذي يحتاجه لإنجاز العمل، ووفقًا لآلية يتبعها لضمان آلية الدفع وعدم الاحتيال. وتمثل دافع الداودي للبحث عن منصة للعمل الحر عن بعد، في تفشي البطالة في قطاع غزة، ورؤيته لحال الخريجين الذي سبقوه، الذين لا يجدون فرص عمل حقيقية باختلاف تخصصاتهم ومستواهم العلمي والتحصيلي، مضيفًا أنه استغل اتقانه للإنجليزية للعمل بها بعيدًا عن تخصصه الجامعي. وعلى الرغم من الأوضاع المعيشية الصعبة في غزة وانعدام فرص العمل، ما يزال يحاول الغزّيون التغلب على تلك الصعوبات، من خلال استغلال مواهبهم المختلفة، وعرضها خارج أسوار غزة المحاصرة، كمحطة يسعون عبرها للحصول على فرص عمل خارجية بعيدًا عن واقع البطالة في غزة.

“إذا أردت النجاح في هذا العالم، عليك التغلب على أسس الفقر الستة، النوم والكسل والتراخي والغضب والخوف والمماطلة”، مقولة هندية تعلّمها الشاب العشريني خلال عمله مع الشركة الهندية، كانت إلهامًا له طوال مسيرته العملية والتعليمية.

ويشير الداودي إلى أنه واجه صعوبات في بداية عمله في المجال مع بعض الشركات، إذ كان يتعرض للرفض من قبلهم فور علمهم بإقامته في غزة، حيث تم رفضه بحجة “أن بعض الشركات لا تعمل مع من يتواجدون في منطقة يعتبرونها إرهابية أو أنها منطقة محظورة لديهم”.

ولم يخف العشريني معاناته في عمله في ظل انقطاع التيار الكهربائي على سكان قطاع غزة، إذ يحاول إيجاد طرق بديلة كالمولدات وغيرها لتوفير الكهرباء باستمرار نظرًا لظروف العمل التي تُجبره على التواجد على الانترنت لأطول فترة ممكنة.

إطلاق الموقع الخاص هو بداية الطموح للشاب الفلسطيني، لكنه يسعى إلى التوسع بمشروعه لإنشاء شركة خاصة على أرض الواقع في غزة، يقدم عبرها خدمات الترجمة المختلفة محليًا ودوليًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى