رياضه

أولاد ياسين: السيرك عائلة واحدة وهدفنا إمتاع الجماهير

كتبت/ولاء مصطفى
أولاد ياسين مربع مكون من أربعة أضلاع، يربطهم إسم ياسين، رغم خطورة مايقدمونه إلا أنهم في الواقع وبعيداً عن العروض تجدهم أشخاصا يقدمون دروس في الأدب والذوق والتواضع ومحبة الجميع، تبهرك ثقافتهم وذكائهم في مختلف فنون الحياة، ورثوا من جدهم ووالدهم حب السيرك، أحمد ومحمد وخالد ووليد استطاعوا تقديم فقرات ممتعة ومرعبة في الوقت ذاته، لاتمل أبدا من مشاهدة عروضهم التي تخطف كل حواسك، وتجعلك أسير فقرتهم الإستعراضية الخطيرة.
فقرة أولاد ياسين المحببة إلى قلوب الجماهير يعتبرها الجمهور فاكهة العروض، حيث يتسارع الجمهور بتوزيع القبلات عليهم قبل وأثناء وبعد العرض، وبخبرتهم الطويلة وعالميتهم أثبتوا بما لايدع مجالا للشك أن السيرك ليس مجرد وسيلة للتسلية فقط وإنما وجبة فنية وثقافية متكاملة من خلال مايقدمونه من إستعراضات تخطف نظر وسمع جمهور الكبار قبل الصغار، وكأن فقرتهم لكل من رأها أو قرأ عنها تعتبر بمثابة دعاية ودعوة لكل عاشقي الفن والإثارة وراغبي الإستمتاع مع أولادهم بالقدوم إلى السيرك لمشاهدة مايتم تقديمه على أيديهم.
التقينا بالفنان “خالد ياسين” أصغر ضلع في أولاد ياسين، عشقه للمهنة جعل منه بطلا، بدأ خالد حديثه بجده منير ياسين الذي أدخل فقرة الموتسيكلات ” كرة الموت” إلى مسرح السيرك، فقال:” لعبة كرة الموت لعبة صعبة، لم يلعبها من قبل سوى جدي الأكبر “منير ياسين” وكان الوحيد في مصر الذي قدمها، وشارك بنفس الفقرة فى أحد أفلام وحش الشاشة فريد شوقي بعنوان” سكرتير ماما” بعدها إختفت هذه الألعاب نهائيا، حتى ظهرت من جديد فى كولومبيا والبرازيل، من هنا جائتنا فكرة إستعادة تراثنا، وقررنا نحن فرقة “أولاد ياسين” إسترجاع هذه اللعبة بطرق مختلفة فى مصر والشرق الأوسط.
وتابع:”قررنا تطويرها بدلا من موتسيكل واحد بشخص واحد إستخدمنا أربعة موتسيكلات داخل الكرة مما زاد من درجة الخطورة، التي تخطت حاجز ال100 بدون أمان، لأننا نكون فيها على إرتفاع مايزيد عن 4 أمتار، وهي فى النهاية مغامرة لاتحتمل الخطأ، وهدفنا إسعاد الجمهور .
“هدفنا إسعاد الجمهور” بهذه العبارة أكد خالد حديثه عن فقرة كرة الموت رغم صعوبتها وخطورتها إلا أنه يتعامل بقلب ميت ولايجد التردد أو الخوف طريقا إلى قلبه، مضيفا:” بالرغم من الإنهاك والتعب الذي نتعرض له، إلا أن إبتسامة طفل أو فرحة أسرة أو ذكر إسم جدي ووالدي بمنتهى الفخر أمام الجماهير ينسينا كل التعب”.
وعن تخصص إخوته الأربعة فى السيرك قال ” نحن فى الأساس كعائلة “ياسين” كنا نقدم فقرة البسكلت والدراجات وكرة الموت ثم أضفنا عليهم فيما بعد ألعاب القوى والحيوانات الأليفة والتنشين بالسلاح الأبيض كنوع من التطوير.
من جانبه قال وليد بالفعل هي أخطر لعبة في السيرك لكن التدريب المستمر يجعلنا متمكنين من أداء العرض بشكل سلس وبمنتهى الحب، ولا أسمح للخوف أن يدخل إلى قلبي، لابد أن أسيطر على نفسي لأن الخوف يجعلك بلا شك تقع في الخطأ.
وتابع:” سافرنا مهرجانات عربية ودولية عديدة، وأخذنا العديد من الجوائز، وشاركنا بالسيرك الإيطالي، وتعاوننا معهم فى عدة عروض ثم سافرنا الصين وتيوان وكوريا وهدفنا في النهاية رفع إسم مصرومشاركة مشرفة، ودائما نحقق أعلى الشهادات والجوائز لأننا إجتهدنا كثيرا وإستعدنا فقرة كانت شبه إنتهت من مصر .
وأضاف وليد:”الإقبال الجماهيري بالنسبة للسيرك حديثا أعلى وأكثربالتأكيد بسبب ظهورنا في الإعلام، والوسائل التكنولوجية الحديثة للإعلان عن تقديم الفقرات، ووسائل الجذب المستحدثة التي تعد كرة الموت أبرزها بعدما استطعنا تطويرها، مشيرا أن كورونا أثرت كثيرا على وجود الناس في السيرك، في السابق كان المسرح ممتلئ عن بكرة أبيه، لدرجة أن طوابير الجمهور في الشارع قبل العرض كانت لاتعد ، أما حاليا الاقبال عاد بنسبة اشغال كبيرة لكنها لم تعد كما كان قبل الكورونا.
وعن أمنياتهما قالا:” نتمنى أن نحاكي السيرك الغربي في أوروبا، من تطور وأساليب أحدث في القريب العاجل وهذا حدث بالفعل ودعمتنا الدوله معنويا وماديا علي تقديم فقرة “كرة الموت” وهي فقرة جديدة بالسيرك القومي من خلال وزارة الثقافة والبيت الفني للفنون الشعبية وبدأوا بالإهتمام بالفقرات النادرة مثل”كرة الموت”وتم التعاقد معنا ولذلك نشكر الدولة وكل من ساهم في تطوير فقرات السيرك تحت إشراف مدير السيرك الأستاذ “وليد طه” ووزيرة الثقافة د.إيناس عبد الدايم” ورئيس البيت الفني للفنون الشعبية الأستاذ والمخرج “عادل عبده” ورئيس قطاع الإنتاج الثقافي الأستاذ”خالد جلال” الذي نكن لهم جميعا كل التقدير و الإحترام.
وقال عن تعاونهم في السيرك هذه طبيعتنا، وهكذا تربينا، هدفنا مساعدة بعضنا البعض، لذلك أعود لأؤكد أننا في السيرك أسرة واحدة بالمعنى الحرفي للكلمة، منذ أن كنا أطفالا بأن نكون يد واحدة، كلنا يساعد الأخر.
وعن أصعب المواقف قال وليد “رغم ماتعرضنا له من إصابات عديدة إلا أن ذلك لا يذكر بالمقارنة مع جدي رحمة الله عليه حينما انقسمت رأسه لنصفين، وشرح وليد كيف كانت أخر إصابته التي تسببت في جرح كبير في معصم يده وقال : لم تمنعني الإصابة من التدريب ولم يتسلل الإحباط إلى نفسي يوما، زاد حبي وحماسي للعبة أضعاف ماكان عليه في البداية”.
وقدم خالد نصيحة للدخلاء على المهنة وقال الفرق بيننا وبينهم كبير جدا في أفضلية العطاء، فقد يجوز أن يقوم هؤلاء بنفس الحركات أو بعضها لكنهم يعملون من أجل المال، ليس حبا في المهنة التي نعطي لها بلا شك حياتنا وجهدنا وصحتنا ولا نبخل عليها بشيئ، فنحن آل ياسين نسلم بعضنا البعض هذا الفن حبا فيه “أجيال تسلم أجيال” بعد جدي، بدأ والدي وعمي ممارستها ثم دخلنا أنا واخوتي المجال من بعدهم للإستمرار فيه وتطويره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى