علاقة المحامين و الصحفيين و بقايا عذراء
كتب عبدالرحمن آل عفين
العلاقة بين الصحفيين والمحامين هي علاقة مهنية تقوم على التعاون والاحترام المتبادل، ولكنها قد تتعرض للتوتر والصراع في بعض الأحيان بسبب اختلاف المصالح والمواقف.
الصحفيون يسعون إلى الحصول على المعلومات الحصرية والموثوقة من المحامين، والمحامون يحتاجون إلى الصحفيين لنشر قضاياهم ومواقفهم ودفاعهم عن حقوقهم.
ولكن في بعض الأحيان، قد يتعارض دور الصحفي كمراقب ومحاسب مع دور المحامي كمدافع ومحمي للمصلحة العامة أو الخاصة.
في مصر، تعاني العلاقة بين الصحفيين والمحامين من بعض المشاكل والتحديات، مثل الاعتداءات والتهديدات والقيود على حرية الصحافة والتعبير والمشاركة في الحياة العامة.
وقد شهدت السنوات الأخيرة بعض الحوادث التي أثارت الجدل والاحتجاجات من قبل النقابتين، مثل قضية الصحفيين الثلاثة المحبوسين في قسم شرطة الدقي عام 2016، وقضية الاعتداء على الصحفيين في مجلس نقابة المحامين عام 2009، وقضية الاعتداء على الصحفيين في محاكمة المعزول محمد مرسي عام 2014.
ومن أجل تحسين العلاقة بين الصحفيين والمحامين، يجب أن يتبع الطرفان مبادئ وقواعد الأخلاق المهنية والقانونية، وأن يحترما حقوق وواجبات بعضهما البعض، وأن يتعاونا في الدفاع عن الحريات والعدالة والديمقراطية.
كما يجب أن يوجد حوار وتواصل بين النقابتين لحل المشاكل والنزاعات وتعزيز الثقة والتفاهم المشترك.
وقد تناولت السينما هذه العلاقة في فيلم بقايا عذراء هذا الفيلم مصري درامي اجتماعي أنتج عام 1962، ويتناول العلاقة بين الصحفيين والمحامين و دورهم الوطني في ظل الأحداث السياسية والاجتماعية التي تمر بها مصر في ذلك الوقت.
الفيلم من بطولة مريم فخر الدين وشكري سرحان وزكي رستم، ومن إخراج حسام الدين مصطفى.
الفيلم يحكي قصة محمود، صحفي ناجح يحب نبيلة، مدرسة تتزوج من عبد الفتاح، وزير سابق ومحامي مشهور.
محمود يقود حملة صحفية ضد الوزارة التي ينتمي إليها عبد الفتاح، ويتعرض للاعتقال والمحاكمة.
عبد الفتاح يدافع عن محمود بناء على طلب من زوجته نبيلة، وينجح في تبرئته.
تنشأ صداقة بين محمود وعبد الفتاح، ولكنها تنتهي باغتيال عبد الفتاح على يد مجهولين.
محمود يتهم بالقتل، ولكن يثبت براءته بمساعدة من راقصة شهدت على الجريمة. نبيلة ترفض الزواج من محمود رغم حبها له، وتقرر البقاء على ذكرى زوجها الراحل.
الفيلم يبرز دور الصحفيين والمحامين في مواجهة الفساد والظلم والاستبداد، ودورهم الوطني في الدفاع عن الحق والحرية والعدالة.
الفيلم ينتقد أيضا الزواج بين الشباب والشيوخ، ويوضح تأثيره على حياتهم العاطفية والاجتماعية. الفيلم يعتبر من أهم الأفلام السينمائية المصرية في الستينيات، وقد حاز على إعجاب النقاد والجمهور.